فوائد العلم في الخروج في سبيل الله
الذين يخرجون في سبيل الله و يتعلمون العلم (القرآن و الحديث) هم يتحصلون على أربعة أشياء خاصة.
أولا - يربط العلم بالعمل, و هذا هو المقصود من العلم, و إلا يكون هذا العلم وزر و حجة عليه, قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (القرآن حجة لك أو عليك) و قال عليه الصلاة والسلام (من عمل بما علم ورثه الله تعالى علم ما لم يعمل) مثلا الذي تعلم آداب الزيارة و آداب الجولة و النوم و الطعام و آداب المسجد و قراءة القرآن إلى آخره, حتى إذا سمع و تعلم حديث الخمر هو يتجنبه, و إذا تعلم آيات و أحاديث الصبر, في الخروج هو يصبر و يتحمل فهو يتعلم حقيقة العلم بالعمل, هكذا يتعلم العلم جملة جملة مثل الصحابة رضي الله عنهم, ليس مثل العلم الذي يدرس في زماننا اليوم (كل الكتب و كل العلم مرة واحدة) من أجل هذا اللذين يتعلمون في المدارس و في الكتب لا يستطيعون أن يقومون بالعمل و هذا هو الفارق الكبير.
ثانيا – الإرتباط بين الخواص و العوام. الآن العوام لا يحبون الخواص و الخواص لا يحبون العوام, و العلماء يغضبون على الجهلة و الجهلة يغضبون على العلماء. فجاء الإختلاف و الشتات و التباعد بين العلماء و العوام, و هذا بسبب الخسران و الهلكة و الذلة. و لكن إذا خرجنا جميعا في سبيل الله فيكرمون بعضهم البعض و يعلمون بعضهم البعض, فيأتي الإكرام و الإرتباط و المحبة بينهم كما كان في عهد الصحابة رضي الله عنهم, كان الإختلاف بين الأوس و الخزرج, و بسبب الخروج في سبيل الله أصبحت المحبة و الألفة بينهم حتى جاء الربط بين الفقراء و الأغنياء و الأسود و الأبيض و العرب و العجم, فبهذه الرابطة و الإتصال و الإجتماع و المحبة تأتي نصرة الله تعالى.
ثالثا – تبدل الذلة بالعزة.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين) ولكن نحن ما فهمنا هذا الأمر بل تركنا القرآن و الحديث و توجهنا للعلم العصري.
رابعا – يوافقه النظام الغيبي.
فتكون الأحوال تمشي بترتيبه فيقضي الله حاجاته, فالمطر تمشي على وقته و الريح تهب على وقته مثل الصحابة رضوان الله عليهم, يعني عندما يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء يوافقه النظام الغيبي و تنزل النصرة من الله تعالى عليه, فالصحابة وصلوا إلى دجلة في القادسية فتوجه القائد إلى الله تعالى فنزلوا الماء كلهم حتى رأى أحدهم الماء من تحته كأنهم يمشون على اليابسة.... وهكذا.....