يجب علينا من مواصلة الجهد حتى الموت, فنصل إلى منزلة (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) وقوله : (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) والله سبحانه وتعالى بين لنا الحلال والحرام, والدين سهل ولين ويسير, والإنسان فيه يحتاج إلى التربية, وذلك بالترتيب والتدرج.
إلى آخر نفس لنا في الحياة الدنيا نطبق أوامر الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم, وهذا لا يتحقق إلا بعد الجهد والتضحية.
ففي إمتثال أمر الله تعالى قوة عجيبة, فالعين طوال أربع وعشرين ساعة إلى أين تنظر؟ وإلى أي شيء لا تنظر؟ فإذا امتثل الإنسان أمر الله تعالى في بصره تكون معية الله تعالى معه, وكذلك خزائنه تكون معه, والله يحميه.
نحن إذا نمتثل أمر الله تعالى في هذه الأشياء, الله تعالى يرزقنا الفلاح, وإذا نحن ما امتثلنا أمر الله فيها مع وجودها, الله تعالى يجعلنا في الخسران.
إذا الإنسان يمتثل أوامر الله تعالى في تجارته و أشغاله, الله تعالى يهديه, يقول تعالى : (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين, يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) فالذي يستقبل نور الله وكتابه ويمتثل أمر الله في تجارته وفي حياته على جميع الأحوال, الله يهديهم ويخرجهم من العداوة والضلالة, ويكونوا غلى الصراط المستقيم, ولكن يظل من اتخذ إلهه هواه في الضلالة, فالذين لا يقومون على أمر الله تعالى هم في الغفلة.
من المعروف أن أغنى الأغنياء في الأرض لا يمكن أن يحدد لنفسه مقدار السعادة التي يمكن أن يتحصل عليها اليوم, والله جعل كمال النعم في الجنة, وللحصول على كمال النعم لابد من كمال الإيمان والأعمال الصالحة, وللحصول على كمال الإيمان لابد من كمال الإمتثال لأوامر الله تعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم, ولذا قيل : ليس اليتيم من فقد الأب ولكن اليتيم من فقد رحمة الرب, ولذا من نقصان العقل أن تجعل الدنيا صديقة لك, فإذا امتثل الإنسان لأوامر الله تعالى, جميع ما في الدنيا يمتثل لهذا الإنسان.