الله سبحانه و تعالى أعطى الإنسان طريقين لقضاء حياته.. طريق قدرة الله و طريق الأشياء. طريق قدرة الله تعالى حر, و طريق الأشياء هو مقيد بقدرة الله تعالى و مشيئته, طريق الأشياء هو طريق المشاهدة, و طريق قدرة الله تعالى هو طريق الغيب. فالإنسان الذي يختار طريق الأشياء, الله سبحانه تعالى يعطيه مهلة.
وإذا إختار الإنسان طريق الأشياء يكون هذا الإنسان منغمس في الشهوات و المعاصي, ويكون فرح و مطمئن بما عنده من زخرف الدنيا فلا يبالي بأوامر الله تعالى و نواهيه, فلذلك الله تعالى يعطيه مهلة حتى يرجع, و لكن هو مغرور و مخدوع و مطمئن بطريق الأشياء, فالله تعالى عنده خزائن المصائب, فيبتليه بالمصائب في الأخير إن لم يتوب و يسلك الطريق الصحيح.
والله سبحانه و تعالى عنده أيضا خزائن النعم و يعطيها للمؤمن, و أكبر نعمة يتحصل عليها الإنسان هي ((رضاء الله)) و لهذا المقصد يجتهد المؤمن و يعمل لإرضاء الله تعالى, فالله ينزل في الدنيا الرحمة والبركة والطمأنينة. و إذا الإنسان إختار طريق العصيان الله رحيم بعباده يعطيه مهلة حتى الموت قبل الغرغرة لعله يرجع إليه سبحانه و تعالى. فبما أن الله تعالى رحيم. فعل الإنسان أن يتوب قبل الموت. لأن المصائب التي تصيب الإنسان قبل الموت هي حتى يرجع إلى الله. و لكن المؤاخذة بعد الموت. أحيانا تأتي المصائب على المؤمن حتى يرجع ((لعلهم يرجعون ..الآية)) و إذا الإنسان يعصي الله تعالى تكون علاقته مع خزائن المصائب في الدنيا و الآخرة, النتيجة النار و العقارب و الحيات, و في النار العذاب يزيد ((عذاب فوق عذاب... الآية)). فالله تعالى يعطي المصيبة في الدنيا حتى ينجي من عذاب الآخرة ((لعلهم يتضرعون ...الآية)) لعلهم يفزعون لعلهم يرجعون. و عندما يتوب تكون علاقته مع خزائن النعم في الدنيا و النعم الأبدية في الآخرة ((في سدر مخضود و ظل ممدود و ماء مسكوب و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة و فرش مرفوعة...الآيات)) ((كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية..الآية))