هل صحيح ان اهل الدعوة والتبليغ والخروج فى سبيل الله ليس عندهم علم او لا يقبلون على العلم..؟
والاجابة: والله المستعان على ما تصفون .. رب اشرح لى صدرى ويسرلى امرى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ..
اولا : كذب من قال هذه المقولة أو جهل من ليس له دراية او علم كافي باعمال الخروج فى سبيل الله ...
بداية : ان اهل التبليغ يتعلمون العلم الاكبر والعلم الاعظم فى حياة الإنسان .. العلم الذى ينفعك عند موتك وفى قبرك وعند الحشر والميزان وعند تطاير الكتب والصراط ..العلم الذى جعل بلالا يتحمل شدة العذاب فى شدة حرارة مكة وجعل ال ياسر يتحملون القتل وشدة العذاب وجعل النبى و جميع الصحابة يتحملون الجوع والعطش والخوف والتهديدات ومخالفة انفسهم فى ترك المحبوبات والمألوفات من الاهل والاولاد والاموال والاوطان .. العلم الذى لا تستطيع الحصول عليه بحقيقته من خلال كتاب تقرأه او من خلال درس او محاضرة علمية او كاسيت او نت .. بل لابد من معايشته والتدريب عليه يوميا.. العلم الذى أمر الله به نبيه ان يتعلمه اولا ويعلمه لباقى أصحابه قبل اى علم اخر و حتى قبل علم القرآن .. الا وهو ......
علم الايمان بالله تعالى واليقين الغيبى على موعودات الله وتحصيل الصفات الايمانية وبذل الجهد والدعوة لدين الله تعالى ..
والامام البخارى فى صحيحه اورد كتاب الايمان قبل كتاب العلم ..واورد بابا أسماه العلم قبل القول والعمل ويقصد به علم الايمان واليقين واستشهد لذلك بقوله تعالى ((فاعلم أنه لاإله الا الله و استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)) واستشهد بقول ابن مسعود (اليقين هو الايمان كله) .. والله رد على الاعراب ((قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان فى قلوبكم ..ثم اعقبها بقوله تعالى ((إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)) .. والرسول اعد للصحابة بيئة الايمان فى مكة فى( دار الارقم بن ابي الارقم) يعلمهم الايمان حتى (قالوا تعلمنا الايمان ثم تعلمنا القران فازددنا بالقران ايمانا) ولذلك وصفهم الله فى القران (إنما المؤمنون الذين اذا ذكرالله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون) .. ١٣ سنة فى مكة يغرس فى قلوبهم الايمان فقط مع صحبة الايمان فى بيئة الايمان ومنهج الايمان مع بذل الوقت والجهد حتى ترسخ في قلوبهم هذا الايمان كالجبال الراسخة لا يستطيع احد او اى حال ان يزعزعه ابدا .. وعند الموت لا ينفع اى علم يحفظ فى الراس او على اللسان او فى العقل او فى الكراس كل هذا سينسى .. انما الذى يثبت علم الايمان الراسخ فى القلب ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) ولذلك اصبح الخروج فى سبيل الله ضرورى لكل مسلم لتحصيل هذا الايمان واستكماله فى القلب قبل الموت لان الايمان يزيد وينقص كل يوم .. يزيد فى بيئة الايمان وينقص فى بيئة الغفلة والمشغولات .. لذلك كان لزاما علينا ان نعيش هذا الجهد يوميا بالتعليم والزيارات .. واسبوعيا بالجولات .. وشهريا بالخروج الشهرى .. وسنويا بالمدد الطويلة .. حتى نسقى هذا الايمان الذى فى القلوب فتترعرع شعبه ظاهرة على الجسد فتجد صفات التقوى والصدق والاخلاص والتوبة اليقين والمراقبة والصبر والتحمل والثبات والاستقامة على الاعمال والخشية من الله ..الخ شعب الايمان .. عرفتم اهمية الخروج فى سبيل الله ..للعالم وللمتعلم ولجميع فئات الامة لاصلاح الايمان وتحصيل الصفات الايمانية وانقاذ البشرية واحياء جهد الدين فينا وفى العالم كله الى يوم القيامة .. حتى يعود الدين عزيزا واهله وتعود الدنيا ذليلة واهلها ..
مستعدين ..
السبت أبريل 15, 2023 4:34 pm