كيف ندعو إلي الله؟
يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة {طه}
( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ) أي : تمرد وعتا وتجهرم على الله وعصاه .
( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) هذه الآية فيها عبرة عظيمة ، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار ، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك ، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين ، كما قال يزيد الرقاشي عند قوله : ( فقولا له قولا لينا ) : يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولاه ويناديه ؟
وقال وهب بن منبه : قولا له : إني إلى العفو والمغفرة أقرب مني إلى الغضب والعقوبة .
وعن عكرمة في قوله : ( فقولا له قولا لينا ) قال : لا إله إلا الله ، وقال عمرو بن عبيد ، عن الحسن البصري : ( فقولا له قولا لينا ) أعذرا إليه ، قولا له : إن لك ربا ولك معادا ، وإن بين يديك جنة ونارا .
وقال بقية ، عن علي بن هارون ، عن رجل ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة ، عن علي في قوله : ( فقولا له قولا لينا ) قال : كنه .
وكذا روي عن سفيان الثوري : كنه بأبي مرة .
[ ص: 295 ] والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل ، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع ، كما قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) الآية [ النحل : 125 ] .
قوله ( لعله يتذكر أو يخشى ) أي : لعله يرجع عما هو فيه من الضلال والهلكة ، ( أو يخشى ) أي : يوجد طاعة من خشية ربه ، كما قال تعالى :
( لمن أراد أن يذكر أو يخشى ) فالتذكر : الرجوع عن المحذور ، والخشية : تحصيل الطاعة .
وقال الحسن البصري في قوله ( لعله يتذكر أو يخشى ) يقول : لا تقل أنت يا موسى وأخوك هارون : أهلكه قبل أن أعذر إليه .
وهاهنا نذكر شعر زيد بن عمرو بن نفيل ، ويروى لأمية بن أبي الصلت فيما ذكره ابن إسحاق :
إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا وقولا رصينا لا يني الدهر باقيا
إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه إلاه ولا رب يكون مدانيا
ألا أيها الإنسان إياك والردى فإنك لا تخفي من الله خافيا
وإياك لا تجعل مع الله غيره فإن سبيل الرشد أصبح باديا
حنانيك إن الحن كانت رجاءهم وأنت إلاهي ربنا ورجائيا
رضيت بك اللهم ربا فلن أرى أدين إلاها غيرك الله ثانيا
أدين لرب يستجاب ولا أرى أدين لمن لم يسمع الدهر داعيا
وأنت الذي من فضل من ورحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له يا اذهب وهارون فادعوا إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له : أأنت سويت هذه بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
وقولا له : أأنت رفعت هذه بلا عمد أرفق إذا بك بانيا
وقولا له : أأنت سويت وسطها منيرا إذا ما جنه الليل هاديا
وقولا له : من يرسل الشمس غدوة فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا
وقولا له : من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البقل يهتز رابيا
ويخرج منه حبه في رءوسه في ذاك آيات لمن كان واعيا
وأنت بفضل منك نجيت يونسا وقد بات في أضعاف حوت لياليا
وإني ( و ) لو سبحت باسمك ربنا لأكثر ، إلا ما غفرت ، خطائيا
فرب العباد ألق سيبا ورحمة علي وبارك في بني وماليا
ارايتم كيف يرسل الله نبيه موسى عليه السلام الى فرعون الذى ينازع الله فى ربوبيته ؟؟؟
لم يقل اضرب فرعون والعن سلسبيل اهله وطلع روحه لانه كافر،ولكن( فقولا له قولا لينا )
سبحانك ربى ما احلمك وما ارحمك وما اعظمك وما اكرمك هذا درس لمن يدعو الى الله بالعنف والعصا ولو راى انسان عاصيا يكفره.
وما انتشر الاسلام بحد السيف ولكن بالدعوه الى الله ( لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ){البقره}
(افأنت تكره الناس حتى يكونو مؤمنين) {{{ يونس }
ليتنا نتعلم من ايات الله الدروس والعبر