منهج الدعوة و التبليغ
قال الشيخ عمر البالمبوري رحمه الله تعالى و نور مرقده : إن منهج الدعوة و التبليغ ليس منهج وضعي استحسنه شيخ أو أسسه عالم !!! (بل هو منهج الرسول صلى الله عليه و سلم في العقيدة و العبادة و العلم و العمل و المعاملات و المعاشرات و الأخلاق و السلوك) و ملخصه هو إحياء جهد الحركة من أجل الدين كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم , و ليس كما يظن بعض الناس غلطا أن هذا المنهج له ستة أصول ! فالدين الإسلامي كامل و شامل , قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا) فالم أن من يبلغون هذا الدين كمن يتخصص في التفسير أو التجويد أو الفقه أو غير ذلك لا ينفون شيئا منه , بل يعتقدون كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم إجمالا في المجمل و تفصيلا في المفصل و إحجاما في المسكوت عنه , و لله درهم من أتباع للسلف الصالحين بإحسان . قال الشيخ : جهد الدين و الدعوة جهد كل مسلم , ولكن للابد أن نعين المقصد وهو طلب رضاء الله تبارك وتعالى كما قال : (ورضوان من الله أكبر) و لكن كيف نتحصل على مرضاته سبحانه و تعالى ؟ الله عز و جل إختار لنا طريقا أخبرنا به فقال : أن الدين عند الله الإسلام) إختار لنا الدين على طريق الرسول صلى الله عليه و سلم , كيف تكون حياتنا حياة إسلامية صحيحة ؟ وذلك كل الأمور التي نقوم بها في حياتنا تكون حسب أوامر الله تعالى و طريق النبي صلى الله عليه و سلم , إذا تحقق فينا هذا في أكلنا و شربنا و شغلنا فكل هذا يصبح دينا , كيف يتحقق هذا فينا و في أزواجنا و أهلينا و في جميع العالم؟ الرسول صلى الله عليه و سلم علم الصحابة رضي الله عنهم فأصبح عندهم خمسة أشياء فيها القوة بالإخلاص وهي : (إيمانيات , عبادات , معاشرات , معاملات , أخلاقيات) . هناك أعمال ظاهرية إيمانية : مثل الصلاة و الصوم و الحج و غيرها , كذلك هناك أعمال باطنية إيمانية . مثل اليقين والتقوى و الإحسان و الإخلاص و غيرها . و الأعمال الظاهرية لا تقبل إلا بقدر قوة الأعمال الباطنية القلبية , فعلى قدر اليقين و الإخلاص تقبل الأعمال , مثل قارئ القرآن باليقين و الإخلاص يقال له : (إقرأ وارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) و الآخر يقال له : (قرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وحهه حتى القي في النار) لأنه ما عنده القين و الإخلاص .