المساهمات : 410 تاريخ التسجيل : 18/05/2012 العمر : 61 الموقع : شبكة الدعوة والتبليغ
موضوع: المرأة والدعوة الى الله الثلاثاء نوفمبر 17, 2015 7:14 am
المؤمن كالسراج أينما وضع أضاء, ما أروع هذاه العبارة عن أحد السلف في الدعوة الى الله, لكن الدعوة ليست مقصورة على الرجال فحسب, بل إن المرأة ينبغى أن يكون لها حظ وافر من ذالك فهى لا تعدو أن تكون بنتا أو أختا أو أما, فإذا كانت بنتا فهى تدعو والديها إن احتاجا الى ذالك, بألطف وأرق عبارة, أسوة بأبينا ابراهيم عليه السلام لما دعا أباه. و إن كانت أختا فهى تدعو إخوتها وإن كانت أما فتدعو أولادها . وهذا لايمنعها أن تكون داعية فى مكان آخر حيث وجدت. فالدعوة الى الله واجب كل مسلم ومسلمة قال تعالى (قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى ) وهى من العبودية لله تعالى ( لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك فى الامر, وأدع الى ربك إنك لعلىهدى مستقيم) صدق الله العظيم . والدعوة ليست محصورة في خطب ودروس لا يتصدى لها إلا العلماء كما قد يظن البعض, بل كل مسلمة تستطيع أن تكون داعية الى الله بسلوكها وتعاملها مع مجتمعها, وبعملها وهى تبلغ عن ربها ماعلمت من دينه, وباحتسابها وهي تنهى عن منكر او تحث على فعل خير وبكل ما تيسرلها من وسائل مشروعة سواء أكانت وحدها فى بيتها أو عبر مؤسسة أو غير ذالك فى مكان عملها أو دراستها بل فى العالم أجمع, دون إنتظارالنتائج لإن النتائج أمرها الى الله. وليس هناك حق أجلى ولا أوضح من الحق الذى فى أيدى المسلمين كتاب الله وسنةالنبىصلىالله عليه وسلم. فقد أقسم النبى صلى الله عليه وسلم بأن الأمة لن تضل ما تمسكت به فهذا الذى نراه من الباطل كله يذهب لو قام أهل الحق بما يجب عليهم, لكن المشكل في أن الباطل يمتد, وأهل الحق كثير منهم غافلون وإذا كان هناك ضعف أو شك فى الإمكانيات أو خوف من قوة الباطل, فإنه ينبغى أن يمحى من الأذهان, ولا يمنعنا من أن نقوم لله بما يجب لان الخطر في القعود والسكوت (وإن تتولو يستبدل قوما غييركم ثم لا يكونوا أمثالكم.) . لا بد أن نري ربنا من أنفسنا أننا جديرون بحمل هذاه الرسالة وتبليغها للناس, والقيام بما يجب علينا لإننا كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وأن لانحتقر أنفسنا أمام اى عدو مهما كان, فلو تأملنا القرآن الكريم , نجد الله ضرب لنا مثلا عجيبا يلفت أنظار الناس , ففى سورة النمل ذكر قصة النمل مع سليمان, يقول الله سبحانه وتعالى وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون) ويقول: (حتى أذا أتوا على وادى النمل قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) فلو نظرنا في هذه القصة لشعرنا بالخجل, فهذه نملة قومها كثر حتى سمي الوادى بوادي النمل وهى واحدة لكنها شعرت بالخطرالمحدق بقومها . فلم تهتم فقط بمئات النمل حولها, ولكنها تجاوزت ماهو أكثر من ذالك فإذا هى تنادى جميع النمل (يأيها النمل ) تنبههم بالخطر القادم, ولاحظوا أنها ما احتقرت نفسها, ماقالث ماقدرى فى هذا المجتمع, فالنمل كثر جداف لكنها رأت أن عليها واجبا يجب أن تقوم به, فقامت به . فلم تضعف لما رأت من كثرة الجيش (و حشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون) ولكنها قامت بواجبها فحذرت من الخطر مع أنها أمام أمة لا تريد بها شرا, فنحن أولى بالتحذير فجيوش الباطل هذه تريد بنا شرا واضحا, فلا يريدون بقاءا للإسلام, قال عز وجل (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) . فهذا أخبر به الله عزوجل. والمهم هو الإخلاص والعمل ، فمتى ما أخلصت الداعية نيتها لله ، واستنارت بهدي الله ، نفع الله بها وبارك في جهودها ، وحقق الخير على أيديها ، ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ، والله الموفق . شبكة الدعوة والتبليغ