منبر الدعوة والتبليغ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منبر الدعوة والتبليغ

(( موقع الشيخ / محمد على محمد إمام ))
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القناعــــة كنز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد إمام
Admin
محمد إمام


المساهمات : 410
تاريخ التسجيل : 18/05/2012
العمر : 61
الموقع : شبكة الدعوة والتبليغ

القناعــــة كنز Empty
مُساهمةموضوع: القناعــــة كنز   القناعــــة كنز Emptyالخميس مايو 24, 2012 10:36 pm

من كتاب صلاح البيوت في جهد الرسول بقلم / محمد علي محمد إمام


القناعة

... أختي المسلمة:
صفتان يبغضهما الله عز وجل( التبذير، الإسراف ):
قال تعالي: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا }( )
وقال تعالي: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }( )
وقال : " ارض بما قسمه الله تكن أغني الناس " ( )
وقال : " ليس الغني عن كثرة العرض، ولكن الغني غني النفس " متفق عليه0 ( )
فالغني ليس بوجود الأشياء، إنما الغني بمعرفة الله ( جل جلاله ) خالق الأشياء، ولذا كان أحد الصالحين يناجي ربه فيقول:
يا لله ما ذا وجد من فقدك ؟ وما ذا فقد من وجدك ؟
من وجدك فقد وجد كل شيْ .. ومن فقدك فقد فقد كل شيء
وأنت أغلي من كل شيء.
فلا تنظري إلي أهل الترف والبذخ ، فلو فتشتي عن قلوبهم، لوجدتيها قد ملأت بالنكد والتعاسة والشقاء، وصدق ربنا حيث قال: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }( ) وقال:" تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش.....الخ ) رواه البخاري ( )
فقد كتب الله التعاسة لمن يبحث عنها في غير موضعها.. فالذي همه جمع المال، عبد للدينار والدرهم، والتي همه في لبس الثياب، وتبحث كل يوم عن الموضة، فهي عبد للقطيفة والخميصة ( الثياب الفاخرة من الخز أو الصوف )
فاحذري أن تُصيبُك دعوة النبي : " تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش ..." فكيف يفلح من دعا عليه النبي ؟ .
وتأسي بسيدة النساء فاطمة بنت رسول الله ، فقد ذهب عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هو وفاطمة يسألان رسول الله خادمًا فقال رضي الله عنه للنبي : «إِنَّ فَاطِمَةَ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِي يَدِهَا وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِيَ فِيهِ قَالَ اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَسَبِّحِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ قَالَتْ رَضِيتُ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ( ).
وعن سويد بن غفلة قال : أصابت عليا خصاصة فقال لفاطمة رضى الله عنها : لو أتيت النبى فسألته : فأتته وكان عنده أم أيمن رضى الله عنها فدقت الباب فقال النبى لأم أيمن إن هذا لدق فاطمة ولقد أتتنا فى ساعة ما عودتنا أن تأتينا فى مثلها ، فقالت : يا رسول الله : هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيح والتحميد ، ما طعامنا ؟ قال: والذى بعثنى بالحق ما اقتبس فى بيت آل محمد منذ ثلاثين يوما ‍! ولقد أتتنا أعنز فإن شئت أمرنا لك بخمسة أعنز وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل ، فقالت : بل علمنى الخمس كلمات التى علمكهن جبريل ! ، قال : قولى : "يا أول الأولين ! ويا آخر الآخرين ! ويإذا القوة المتين ! ويا أرحم المساكين ! ويا أرحم الراحمين ! فإنصرفت فدخلت على علىَّ فقال : ما وراءك ؟ فقالت : ذهبت من عندك للدنيا وآتيتك بالآخرة ، فقال : خير أيامك ،
كيف رضيت وقنعت وامتثلت أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ولقد التقيت مع بعض الأخوة ينتمي إلي عائلة بعض ملوك الدول العربية، فأخذ يحدثني عن حاله قبل معرفة عمل الدعوة والتبليغ والالتحاق به، فقال: كنت متزوجا من احدي الفتيات الجميلات، وكانت تركب بجواري في السيارة، فكان الذي يرانا يظن أنني من أسعد الناس، وفي الحقيقة كنت من أشقي الناس، بسبب هذه الزوجة، فمن اعتز بشيء غير الله أذله الله به، وما عرفت السعادة ولا شعر قلبي بها، إلا بعد أن عرفت هذا العمل العظيم، حيث مجالس الإيمان والكلام عن الله0
أختي المسلمة:
عليك بالقناعة والزهادة في الدنيا..وإياك والطمع، فإن الطمع حروفه فارغة جوفاء، وإليك هذه القصة العجيبة، التي حكاها لنا الإمام الذهبي في تاريخه، قصة الرجل والكنز: خرج الولي بن عبد الملك من الباب الأصغر، فوجد رجلا عند الحائط بجوار المئذنة الشرقية، يأكل وحده، فجاء فوقف علي رأسه، فإذا هو يأكل خبزا وترابا، فقال: ما شأنك انفردت من الناس ؟ قال: أحببت الوحدة، قال: فما حملك علي أكل التراب ؟ أما في بيت المسلمون ما يجري عليك؟ قال: بلي ولكن رأيت القنوع، قال: فرد إلي مجلسه، ثم أحضره، فقال: إن لك لخبراً ! لتخبرني به وإلا ضربت الذي فيه عيناك، قال: نعم، كنت جمالا، ومعي ثلاثة أجمال موقرة أحمالا، حتى أتيت مرج الصفر، فقعدت في خربة أبول، فرأيت البول ينصب في شق، فاتبعته حتى كشفته، فإذا غطاء علي حفير ، فنزلت ، فإذا مال صبيب، فأنخت رواحلي وأفرغت أعكامي، ثم أوقرتها ذهبا، وغطيت الموضع، فلما سرت غير يسير، وجدت معي مخلاة فيها طعام، فقلت أنا أنزل الكسوة ، ففرغتها، ورجعت لأملأها، فخفي عني الموضع، وأتعبني الطلب، فرجعت إلي الجمال فلم أجدها، ولم أجد الطعام، فآليت علي نفسي ألا آكل شيئا إلا الخبز والتراب، فقال الوليد: كم تك من العيال؟ فذكر عيالا، قالا يُجري عليك من بيت المال، ولا تستعمل في شيء فإن هذا هوا لمحروم، قال ابن جابر: فذكر لنا أن الإبل جاءت إلي بيت مال المسلمين فأناخت عنده فأخذها أمين الوليد، فطرحها في بيت المال رواته ثقات قاله الكتاني ( )
فهذا نتيجة الطمع والحرص علي الدنيا.

كتاب صلاح البيوت في جهد الرسول بقلم محمد علي محمد إمام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mnbr.forumegypt.net
 
القناعــــة كنز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القناعــــة كنز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منبر الدعوة والتبليغ  :: منبر التبليغ والدعوة-
انتقل الى: